خلود للنساء فقط
السلام عليكم عزيزتى الزائرة اتمنى لكى وقت ممتع معنا

فى منتديات خلود النسائية

بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة 78161.imgcache
خلود للنساء فقط
السلام عليكم عزيزتى الزائرة اتمنى لكى وقت ممتع معنا

فى منتديات خلود النسائية

بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة 78161.imgcache
خلود للنساء فقط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خلود للنساء فقط


 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام بسمة
عضوة مميزة
عضوة مميزة
ام بسمة


الجنس الجنس : انثى عدد المساهمات : 201
نقاط : 429
نقاط التميز : 7
تاريخ التسجيل : 05/08/2009

بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة Empty
مُساهمةموضوع: بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة   بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 26, 2009 9:37 pm

إن القلوب إذا امتد بها الزمان بدون جلاء صدأت و أظلمت و قست ، و أصبحت قلوباً متصحرة ميتة ، كتلك الخطب الميتة التي نسمعها أحياناً يوم الجمعة ، لا تحيي قلباً و لا توقظ روحاً !! . و القلوب الميتة لا تتألم لا لفوات طاعة ، و لا لضياع فرصة لعمل الخير . يقول محمد الحجار : (( إن المسلم اليوم لم يفقد العلم ، و لم يفقد المال .. ، بمثل ما فقد القلب الحي الولوع ، و القلب الحنون ، و القلب المشرق العامر بالإيمان ، و القلب النابض ، القلب الذي يتحرّق على خسارة الروح و فقد الضمير ، أكثر مما يتحرّق على خسارة التصدير و التوريـد )) .

فأنى لروح قلقة ، و قلب ميت ، أن يخشع في الصلاة أو أن يستشعر حلاوتها ؟ فصاحب هذا القلب يؤدي حركات الصلاة و ينطق بأدعيتها ، و لكن قلبه لا يعيش معها و لا يعيش بها ، و روحه لا تستحضر حقيقة الصلاة و حقيقة ما فيها من قراءات و دعوات و تسبيحات ! .

و أما أصحاب القلوب الحية فيقول الله عنهم : ﴿ الّذينَ همْ فىِ صلاتِهـِمْ خَـٰشِعـونَ ﴾..{ المؤمنون : 2 } . يقول سيد قطب : (( تستشعر قلوبهم رهبة الموقف في الصلاة بين يدي الله ، فتسكن و تخشع ، فيسري الخشوع منها إلى الجوارح و الملامح و الحركات ، و يغشى أرواحهم جلال الله في حضرته ، فتختفي من أذهانهم جميع الشواغل ، و لا تشتغل بسواه ، و هم مستغرقون بالشعور به ، مشغولون بنجواه ، و يتوارى عن حسهم في تلك الحضرة القدسية كل ما حولهم و كل ما بهم .. و يتطهر وجدانهم من كل دنس .. ، و عندئذ تجد الروح الحائرة طريقها ، و يعرف القلب الموحش مثواه . و عندئذ تتضاءل القيم و الأشياء و الأشخاص إلا ما يتصل منها بالله )) .

إن القلوب الحية قلوب موصولة بالله ، و يسير أصحابها وفق منهج الله ، بلا تخبط أو قلق أو حيرة ، كما تحيا البشرية الضالة النكدة في عذاب ، فعلى الرغم من جميع الانتصارات العلمية ، و جميع التسهيلات الحضارية المادية ، إلا أنها تعاني من خواء مرير ؛ خواء الروح من الحقيقة التي لا تطيق فطرتها أن تصبر عليها .. حقيقة الإيمان ، و خواء حياتها من المنهج الإلهي . إنهم لا يجدون انفسهم لأنهم لا يجدون غاية وجودهم الحقيقية ، و لا يجدون سعادتهم لأنهم لا يجدون المنهج الإلهي ، و لا يجدون طمأنينتهم لأنهم لا يعرفون الله !! . فلا مناص للإنسان حين يبتغي سعادته و راحته و طمأنينة باله و صلاح حاله من الرجوع إلى منهج الله ، عندها يفتح الله بصيرته على استقامة الطريق ، و يهديه إلى الخير بوحي من حساسية الضمير و تقواه .

و القلب الموصول بالله دائم الذكر لله ، في كل بقعة و في كل أوان ، و من ثم يظل هذا القلب مفتوحاً يقظاً حساساً ، فكل ما حوله يذكره بتسبيح الله و حمده .

و هو قلب ينعم بالسكينة ، و السكينة حين ينزلها الله في قلب ، تكون طمأنينة و راحة ، و يقيناً و ثقة ، و وقاراً و ثباتاً ، و استسلاماً و رضاً بقضاء الله ، و الإنسان إذا اطمأن إلى أن اختيار الله أفضل من اختياره ، و أرحم له و أعود عليه بالخير ، استراح و سكن ، و لكن هذا منة من الله و فضل يعطيه من يشاء . يقول سيد قطب : (( السكينة الوقورة كالتقوى المتحرجة المتواضعة ، كلتاهما تليق بالقلب المؤمن الموصول بربه ، الساكن بهذه الصلة ، المطمئن بما فيها من ثقة ، المراقب لربه في كل خالجة و كل حركة .. )) .

و القلب إذا سكن عند ربه ، زهد صاحبه في هذه الدنيا ، و انطلق من همومها و شواغلها ، و ارتفع عن حاجاتها ، فحلقت روحه في آفاق الرضا و التسبيح و الحمد و السلام .. تلك الآفاق اللائقة بكمال الإنسان .

غرس الزهد بقلبي شجـرة --- بعد أن نقّى بجهدٍ حَجَــرَه
و سقاها إثـر ما أوْدعهـا --- كَبِدَ الأرض بِدمْعِ فجَّــره
و متى أبصرَ طيراً مُفْسِداً --- حائماً حول حماها زَجَــرَه
نمتُ في ظلٍّ ظليلٍ تحتها --- رَوَّحَ القلبَ و نحّى ضَجَـرَه
ثم بايعتُ إلهي و كــذا --- بيعة الرضوان تحت الشجرة

إن أصحاب القلوب الحية الموصولة بالله ، هم وحدهم الذين تجد أرواحهم الأنس بالله في جوف الليل إذ الناس نيام ، و الكون ساكن يسبح . يقول سيد قطب : (( إن قيام الليل و الناس نيام ، و الانقطاع عن غبش الحياة اليومية و سفسافها ، و الاتصال بالله ، و تلقي فيضه و نوره ، و الأنس بالوحدة معه و الخلوة إليه ، و ترتيل القرآن و الكون ساكن .. ، و استقبال إشعاعاته و إيحاءاته و إيقاعاته في الليل الساجي .. إن هذا كله هو الزاد لاحتمال العبء الباهظ و الجهد المرير الذي ينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل ! و ينير القلب في الطريق الشاق الطويل ، و يعصمه من وسوسة الشيطان ، و من التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير )) .

قلت لليل : كم بصدرك سـر --- أنبئني ما أروع الأسرار ؟
قال : ما ضاء في ظلامي سر --- كدموع المنيب في الأسحار

قال الفضيل بن عياض : (( أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة ، إنما هو على الجنب ، فإذا تحرك قال : ليس هذا لكِ ، قومي خذي حظك من الآخـرة )) .

ألا يا نفس ويحك ساعديني --- بسعي منكِ في ظُلَمِ الليالـي
لعلكِ في القيامة أن تفوزي --- بطيب العيش في تلك العلالي

و هم وحدهم الذين تحلق أرواحهم في عالم الود و الألفة و الحب في الله و لله ، بعد أن خالطت حلاوة الإيمان قلوبهم . يقول سيد قطب : (( إن هذه العقيدة عجيبة فعلاً .. إنها حين تخالط القلوب ، تستحيل إلى مزاج من الحب و الألفة و مودات القلوب ، التي تلين جاسيها ، و ترقق حواشيها ، و تندي جفافها ، و تربط بينها برباط وثيق عميق رفيق ، فإذا نظرة العين ، و لمسة اليد ، و نطق الجارحة ، و خفقة القلب ، ترانيم من التعارف و التعاطف ، و الولاء و التناصر ، و السماحة و الهوادة ، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب ، و لا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب . و هذه العقيدة تهتف للبشرية بنداء الحب في الله ، و توقع على أوتارها ألحان الخلوص له و الالتقاء عليه . يقول رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : " إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ، و لا شهداء ، يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، و لا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، و إنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، و لا يحزنون إذا حزن الناس ... " [ صحيح ، الألباني – صحيح أبي داود : 3527 ] )) .

أحب أخي في الله حباً --- يفوق شذاه إبداع المعاني
و لكن حبي لله أقوى --- أقود به أخي نحو الجنان

إن هؤلاء قد أنعم الله عليهم برزق وافر.. رزق الأرواح و السرائر ، فكما أن للأبدان رزق ، فللقلوب و الأرواح كذلك رزق . قال الإمام ابن تيمية : (( و كما أن لله ملائكة موكلة بالسحاب و المطر ، فله ملائكة موكلة بالهدى و العلم ، هذا رزق القلوب و قوتها ، و هذا رزق الأجساد و قوتها )) . و لكن شتان بين الرزقين ، رزق يشد الجسم إلى الأرض ، و رزق يحلق بالروح إلى الأعلى .

ثقلت زجاجات أتتنا فرغـــاً --- حتى إذا مُلئتْ بصرف الراح
خفتْ فكادت أن تطير بما حَوَتْ --- و كذا الجسومُ تَخِفُّ بالأرواح

و إن قلباً قد أوتي حظاً وافراً من الأرزاق التي ذكرنا ، لهو قلب طاهر مُنَوَّر ، يميز بين الحق و الباطل ، كما قال العلماء في شرح الحديث النبوي : " البر ما سكنت إليه النفس ، و اطمأن إليه القلب ، و الإثم ما لم تسكن إليه النفس ، و لم يطمئن إليه القلب ، و إن أفتاك المفتون " [ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 2881 ] : (( هذا في قلب طاهر منوَّر واقف عند حدود الشرع ، يفيض عليه النور من مشكاة النبوة ، فهو كأنه مرآة مجلوَّة ، فصاحب مثل هذا القلب يرجع إلى قلبه في الشبهات ، و هو الذي يميز بين الحق و الباطل ، و بين الخير و الشر )) .

و لكن لا يأس من قلب خمد و جمد و قسا و تبلد ، فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ، و أن يشرق فيه النور ، فالله يحيي الأرض بعد موتها فتنبض بالحياة ، و تزخر بالنبت و الزهر و الثمار ، و كذلك القلوب حين يشاء الله . يقول سيد قطب : (( إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان ، و هو يشف و يشرق فيفيض بالنور ، و يرف كالشعاع ، فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير و لا تذكر تبلد و قسا ، و انطمست إشراقته ، و أظلم و أعتم ! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر و يخشع ، و لا بد من الطرق عليه حتى يرق و يشف ، و لا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد و القساوة )) .

اللهم اغسل قلوبنا بماء اليقين ، و أثلج صدورنا بسكينة المؤمنين ، و اجعل ألسنتنا تلهج بالذكر مع الذاكرين ... الهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بلسم الروح ... كلمات لروح حائرة
» جمال الروح
» من يشفى الجروح غير خالق الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خلود للنساء فقط :: سله المحذوفات والموضيع المكررة-
انتقل الى: