ما هو أخص خصائص "" الألوهيّة"" ؟

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان لهم إلى يوم الدين

ما هو أخص خصائص "" الألوهية"" ؟

إنه""التشريع"" للبشر

إن الله -جل وعلا- هو وحده المشَرّع للبشر ،
و[من يطع الرسول فقد أطاع الله]،

وكل مالم يقم ابتداءا على هذا الأصل فهو باطل بطلانا أصليا، غير قابل للتصحيح المستأنف، ، فالجاهلية بكل ما فيها ، باطلة بطلانا أصليا، والجاهلية هي كل وضع لا يستمد وجوده من ذلك الأصل الوحيد الصحيح، لذلك فهي باطلة بكل تصوراتها وقيمها وموازينها وعرفها وتقاليدها وشرائعها وقوانينها،والإسلام يأخذ الحياة جملة ، ويأخذ الأمر جملة، فيلغي إبتداءا كل أوضاع الجاهلية وكل شرائعها لأنها باطلة بطلانا أصليا، فإذا أقر عرفا كان سائدا في الجاهلية، فهو لايقره بأصله الجاهلي، مستندا إلى هذا الأصل الباطل، وإنما هو يقرره ابتداءا بسلطانه المستمد من الله وحده، أما ذلك الذي كان في الجاهلية فقد ألغي ولم يعد له وجود من الناحية الشرعية.

فلنتأمل سوية في هذه الآية الكريمة من سورة النساء ، والتي يتبين منها هذا المعنى الهام الذي ذكرناه أعلاه:

قال جل وعلا:
n]ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا. حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم الاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ماقد سلف إن الله كان غفورا رحيما. والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين]

مما يلاحظ أن معظم المحرمات التي حرمها الله في الآيات السابقة، كانت محرمة في الجاهلية ولم يكن يباح منها في عرف الجاهلية إلا ما نكح الآباء، والجمع بين الاختين-على كره من العرف الجاهلي ذاته لنكاح زوجات الآباء، ولكن لما جاء القرآن يقرر حرمة هذه المحرمات ، لم يرجع في تحريمها إلى عرف الجاهلية هذا ، إنما قال الله سبحانه: [ كتاب الله عليكم] أي هذا عهد الله عليكم وميثاقه وكتابه سبحانه..

فليست المسألة هوى يتبع، أو عرفا يطاع، أو موروثات بيئة تتحكم... إنما هو كتاب الله وعهده وميثاقه.. فهذا هو المصدر الذي تتلقون منه الحل والحرمة ، وترعون ما يفرضه عليكم، وتطالبون بما كتب عليكم وما عهد إليكم. .(سيد قطب/ ظلال القرآن/ من تفسير سورة النساء)

فلما جاء الإسلام وأنزل الله في القرآن ماهي المحرمات، لم يترك تلك المحرمات موجودة، وفقط أضاف إليها تحريم نكاح زوجات الآباء والجمع بين الاختين،كتكملة لما هو محرم بعرف الجاهلية ووضع العباد لأنفسهم، وإنما حرمها ابتداءا وليس رجوعا للجاهلية ولا إقرارا لما حرمته، وإنما ابتداءا من الله وحده واستمدادا من سلطانه وحده، وليس استمدادا مما وضعه البشر أو من سلطان البشر، أي ليس نكاح الأم محرم لأنه كان في الجاهلية محرم، وإنما لأن الله قال [ حرمت عليكم أمهاتكم]، فعندما ينتقل الانسان من الجاهلية الى الاسلام ، فإنه يستمد التحريم والتحليل من الله وحده، فإن كان قد اعتاد في جاهليته على ترك شيء وهذا الشيء محرم بتحريم الله ، وجب أن يتركه لتحريم الله له،وليس لأي سبب آخر..

فشتان بين من يترك شيئا لأنه اعتاد على تركه أو لأن نفسه تعافه وتكرهه أو لأن الآباء حرّموه ويرفضوه، أو لأن الواقع يفرض عليه ذلك، وبين من يترك الشيء لأن الله حرّمه وأمر بتركه، فشتّان بين الشرك والتوحيد ، شتّان شتّان

اللهم ارزقنا صدق التوحيد وجرّد لنا توحيدنا برحمتك يا خير الراحمين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان لهم إلى يوم الدين

جزاكِ الله خيرا، شرح الله صدركِ لما يحب تعالى ويرضى ...آمين