لكل من يبحث عن الإعجاز !!
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدلله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
أحبتي في الله هل انتبهتم إلى إنتشار المواضيع التي تتحدث عن معجزة قرآنية معينة أو معجزة في حديث معين
لو دخل أحدكم إلى محرك البحث ووضع بحثاً بأحد عنواين الإعجاز في القرآن أو السنة لرأى العجب والعجاب من كثرة المواضيع التي تتحدث في هذا الشأن
ماذا نريد أن نثبت من كون أن القرآن معجز أم لا ؟؟ ولمن نريد أن نثبت ذلك ؟؟
مسألة كون أن القرآن معجز فهذه لا تحتاج لأقل نقاش أو جدل إذ أن أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله يقر بأن هذا القرآن معجز على مدى العصور والأزمان وأيضاً اعترف بذلك الأعداء وإن كان بعضهم يخفي ذلك من باب المكابرة ..
أما مسألة لمن نريد أن نثبت ذلك فهنا تظهر إشكالية هذا الموضوع هل كل شخص يحق له إثبات إعجاز الكتاب والسنة ؟؟ أم أن ذلك مناط بمن آتاهم الله الحكمة من أهل العلم ؟؟
لو ترك المجال لكل مسلم ليثبت شيء ما في هذا الدين أو نفي شيء مخالف له لما أمنا الفتنة على أحد من أن يرتد عن هذا الدين .. لأن أغلب أعداء الإسلام الذين يهتمون بهدم هذا الدين عن طريق الجدل والنظريات –وما أكثرهم- يكونون مطلعين على أشياء دقيقة في هذا الدين يجابهون بها العوام من المسلمين فيحصل لدى أولئك العوام بعض التشويش في الرؤية وبالتالي تبدأ لديهم الشكوك تجاه هذا الدين وربما قام بمحاربة هذا الدين (سواء بقصد أو بغير قصد) وواقعنا يحكي عن مثل هذا الشيء وبالذات في عصرنا هذا الذي كثر فيه الجهل بأمور الدين والبعد عن الله والميل إلى الهوى وكثرة العلمانيين والمتمسلمين ..
فمن الأحوط لهذا الدين أن يكون زمام المناظرة والمناقشة والمحاورة والإثبات والنفي في يد العلماء الأجلاء الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا يوالون السلاطين ويمتلكون العلم وسرعة البديهة والإلمام التام بهذا الدين .
من جهة أخرى ألا نرى أن من مواضيع الإعجاز في الفترة الأخيرة زادت أعدادها وكثرت أخطاؤها والتكلف الواضح فيها ؟؟
ما القصد من ذلك ؟؟
لا شك أن بعضنا بدأ ينتبه إلى أن جل هذه المواضيع تأتي من من يدسون السم في الدسم ولا هم لهم إلا تدمير هذا الدين وقرأنا كثيراً عن مثل هذه المواقع التي تلفق مثل هذه المواضيع لينشغل بها أغلب المسلمين ثم يظهر أصحاب تلك المواقع بعد ذلك للضحك والسخرية منا ..
ألا ترون أن لهفتنا خلف هذه المواضيع هي التي أوجدت هذه الثغرة وأعطتهم الدافع القوي للتفكير في النيل من هذا الدين بواسطة هذا الطريق ؟؟ ولا ننسى أن الغالب منا –هداهم الله- لا يهمه أن يتأكد من صحة ما قرأه بقدر ما يهمه أن يكون أول أو أكثر من نشره !!
أما آن الأوان لكي نغلق عليهم هذا الباب ؟؟
ثم أني أحب أن أوجه تساؤلاً مهماً جداً وهو
هل من شروط اتباع الآية أو الحديث ظهور الإعجاز ؟؟
الجميع سيجيب بلا .
إذن لماذا هذا الركض خلف الإعجاز.
الدين الإسلامي واضح جداً ولا يحتاج إلى ظهور معجزة معينة في آية أو حديث وكم من الذين هداهم الله للإسلام
ولم يحتاجوا لمثل هذه المعجزات ..
متى نحتاج إلى الإعجاز ؟؟
أجيب على هذا السؤال من وجهة نظري الشخصية
نحتاج إليه عندما يظهر لنا الغرب بشيء جديد في أي أمر من أمورنا (سواء بعمله أو البعد عنه) ويكون ما أتوا به
من الأشياء المسلّم بها في شريعتنا منذ 1430عام إما بأمر أو نهي .
مثال :
ذلك الباحث الذي تقدم ببحثه لنيل درجة الدكتوراة ومفاد بحثه ضرر إتيان الحائض ، فقابله أحد الطلاب المسلمين في نفس جامعته وأخبره بأن هذا الأمر معروف لدينا نحن المسلمين منذ أربعة عشر قرناً ، وبين له الآية الدالة على ذلك وفسرها له فما كان منه إلا أن أسلم
تنويه مهم : هذا الرأي ليس بالضرورة أنه صحيح أو أنه الوحيد .
أما أن نأتي بآية معينة أو حديث معين ونحاول تطبيقها مادياً في الواقع لإثبات إعجاز القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مما لا جدوى منه إذ أن القرآن الكريم والسنة المطهرة لم ينزلهما رب العالمين لهذا الغرض وإنما جعلها منهجاً ودستوراً للمسلمين في حياتهم الدينية والدنيوية سواء ظهرت لنا الحكمة من ذلك أو لم تظهر إنما نحن مأمورون بالاتباع والتصديق ..
أنا لا أقصد في مقالي هذا أن لا ننظر إلى الإعجاز العلمي في القرآن أو السنة ولكن ما أقصده أن لا نلهث خلفه كأنه لا دين لنا إلا بالإعجاز وأيضاً أن نرد كل ذلك إلى أهل العلم أولاً ليثبتوا لنا صحته من عدمها حتى لا نقع فيما يريده لنا أعداء الإسلام من انجراف خلف خزعبلاتهم وتلفيقاتهم وتكلفهم ثم ليأتوا من بعد ذلك للسخرية منا ..
هذا ما أردت أن أنبه إليه فما أصبت فيه فمن الله وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان
والله من وراءالقصد