الإيمان بلقاء الله تعالى
لقطه
ــــــــ( الإيمان بلقاء الله U )ـــــــــ
وممّا يدخل في الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بلقاء الله U الذي يحصل في ذلك اليوم ، لذا :
· ليعلم العبد أنه ملاقٍ ربه ، كما قال تعالى : )وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ([البقرة:223].
وقال تعالى في مدح المؤمنين : )واستعينوا بالصبر والصلاة وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشعين * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ([البقرة:45،46] . فهم متيقّنون بلقاء الله U ، وهم المحبُّون للقاء الله U ، فيُحب الله لقاءهم ، وقد قال r في حديث أبي هريرة t : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ...الحديث ) رواه مسلم.
عقوبة من جحد لقاء الله
· فمن جحد لقاء الله وكذّب به فقد خسر ، وأنّ الله ينساه كما نسي هو ربّه ، وقد قال تعالى :
)حتى إِذَا جَآءَتْهُمُ الساعة بَغْتَةً قَالُواْ ياحسرتنا على مَا فَرَّطْنَا فِيهَا...الآية ([الأنعام :31] . ومن كره لقاء الله فقد قال r في حقه : ( وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) رواه الشيخان . وفي حديث أبي هريرة t قال : ( قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ قَالُوا لَا قَالَ فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ قَالُوا لَا قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا قَالَ فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ بَلَى قَالَ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ بَلَى أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي...الحديث ) رواه مسلم .
· الموت قبل لقاء الله U ، وقد قال r : (وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللَّهِ) رواه مسلم .
معنى حب لقاء الله وكراهية لقاء الله
· ليست كراهية لقاء الله هي كراهية الموت ، كما في حديث عائشة رضي الله عنهاقالت : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) رواه مسلم .
· ولمّا سمع شُريح بن هانئ هذا الحديث من أبي هريرة t : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r حَدِيثًا إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا فَقَالَتْ إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r وَمَا ذَاكَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَالَتْ قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ r وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ وَتَشَنَّجَتْ الْأَصَابِعُ فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) رواه مسلم .
ـــــــ( النفخ في الصّور )ــــــــ
ومن الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بالنفخ في الصور ، ومما يتعلق بذلك :
· أن الصور هو قرن يُنفخ فيه ، وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص t : ( جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ r قَالَ مَا الصُّورُ قَالَ قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم (صحيح) .
· قد دلّ القرآن والسنة على النفخ في الصور ، فقد قال تعالى : )وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ([الزمر:68] . وقال تعالى : )وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور فَفَزِعَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض ...الآية([النمل:87]. وقال تعالى : )وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ([سورة يس:51] . وقال r في حديث عبد الله بن عمر t : ( ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا قَالَ وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ قَالَ فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ...الحديث) رواه مسلم .
· إنّ صاحب الصور مستعدٌّ للنفخ ، وقد قال r في حديث أبي سعيد t : (كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
عدد مرات النّفخ : نفختان
1- نفخة الفزع والصعق : وهي التي يكون بها إماتة الأحياء وهلاك هذا العالم .
2- نفخة البعث من القبور :كما قال تعالى : )وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ([سورة يس:51].
قدر ما بين النفختين
بين النفختين : أربعون ، كما قال r في حديث أبي هريرة t : ( مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا قَالَ أَبَيْتُ ...الحديث) رواه الشيخان .
نفخة الصعق والبعث في يوم الجمعة
· قيام الساعة والنفخة الثانية (نفخة البعث) و (الصّعق) تكون يوم الجمعة ، كما قال r في حديث أوس بن أوس t : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ...الحديث ) رواه النسائي وأبو داود وابن ماجة (صحيح) .وقال r : ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ) رواه مسلم .
أول من يسمع نفخة الصعق
· أول من يسمع النفخ في الصور ( نفخة الصعق والموت ) هو ما جاء في قوله r : ( وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ قَالَ فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ...الحديث) رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو t.
قول : حسبنا الله ونعم الوكيل
· أيها المسلم : كيف ننعم أنا وأنت ، وصاحب القرن قد التقم القرن ؟ فلنكن مستعدّين لذلك بكل عملٍ صالح ( للقيامة) ! ولنقل ما جاء في هذا الحديث ، فعن أبي سعيدٍ الخدري t قال : قال رسول الله r : (كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ r فَقَالَ لَهُمْ قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .
ــــــ البعث والنشور ـــــــ
ومن الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بما يكون في ذلك اليوم ، ومنها البعث والنشور ، ومما يتعلق بذلك :
معنى البعث والنشور
· البعث والنشر : هو إخراج الموتى من قبورهم أحياءً ، وسوقهم إلى موقف الجمع يوم القيامة ؛ لمجازاتهم والفصل بينهم .
· والله جلّ وعلا قادر على جمع ما تفرّق من العبد بعد موته ، وفي حديث الرجل الذي قال لبنيه : ( إِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَأَذْرُونِي فِيهَا - وفي لفظ : أَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ- فَفَعَلُوا فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِه )رواه الشيخان .