باقة ورد تتعلق بالرضا
لقطه
باقة ورد تتعلق بالرضا
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد،
فقد قال لقمان لابنه: «أوصيك بخصال تقرّبك من اللّه وتباعدك من سخطه: أن تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وأن ترضى بقدر اللّه فيما أحببت وكرهت».
- كتب عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى -رضي اللّه عنهما-: «أمّا بعد، فإنّ الخير كلّه في الرّضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر».
- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: «لمّا كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأمّ إسماعيل، ومعهم شنّة فيها ماء، فجعلت أمّ إسماعيل تشرب من الشّنّة فيدرّ لبنها على صبيّها حتّى قدم مكّة فوضعها تحت دوحة، ثمّ رجع إبراهيم إلى أهله فاتّبعته أمّ إسماعيل حتّى لمّا بلغوا كداء نادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى اللّه. قالت: رضيت باللّه».
- قال عبد اللّه بن عمرو -رضي اللّه عنهما-: «إذا توفّي العبد المؤمن، أرسل اللّه إليه ملكين، وأرسل إليه بتحفة من الجنّة. فيقال: اخرجي أيّتها النّفس المطمئنّة، اخرجي إلى روح وريحان وربّ عنك راض».
- عن عائشة -رضي اللّه عنها- في قوله -تعالى-: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) (النساء:128)، قالت: «هو الرّجل يرى من امرأته ما لا يعجبه كبرا أو غيره فيريد فراقها، فتقول: أمسكني، أو اقسم لي ما شئت. قالت: ولا بأس إذا تراضيا».
- قال ميمون بن مهران: «من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء».
- قال الرّبيع بن أنس: «علامة حبّ اللّه، كثرة ذكره، فإنّك لا تحبّ شيئا إلا أكثرت من ذكره، وعلامة الدِّين: الإخلاصُ للّه في السّرّ والعلانية، وعلامة الشّكر: الرّضا بقدر اللّه والتّسليم لقضائه».
- عن مالك بن أنس -رحمه اللّه- قال: بلغني أنّ رجلا من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزّبير -رضي اللّه عنهما- يقول: «ألا إنّ لأهل التّقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم، من رضي بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النّعماء، وصدق باللّسان، ووفّى بالوعد والعهد، وتلا لأحكام القرآن، وإنّما الإمام سوق من الأسواق، فإن كان من أهل الحقّ حمل إليه أهل الحقّ حقّهم، وإن كان من أهل الباطل حمل إليه أهل الباطل باطلهم».
- قال عبد اللّه بن المبارك: قال داود لابنه سليمان -عليهما السّلام-: «يا بنيّ، إنّما تستدلّ على تقوى الرّجل بثلاثة أشياء: لحسن توكّله على اللّه فيما نابه، ولحسن رضاه فيما آتاه، ولحسن زهده فيما فاته».
- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-: «ثمرة الرّضا: الفرح والسّرور بالرّبّ تبارك وتعالى».
- قال الفيروزاباديّ: «رضا العبد عن اللّه على ألا يكره ما يجري به قضاؤه، والرّضوان الرّضا الكبيرُ. ولمّا كان أعظم الرّضا رضا اللّه خصّ لفظ الرّضوان في القرآن بما كان من اللّه -تعالى-».
- قال محمود الورّاق:
أعييت كلّ النّاس من نفسي الرّضا إلا الــحسودَ فإنّه أعياني
ما إنّ لي ذنـــــباً إليه عــــــمــــلته إلا تــــظاهرُ نعمةُ الرّحمنِ
وأبى فما يرضيه إلا ذلّتـــــــــــي وذهابُ أموالي وقطعُ لساني
- قال المتنبّيّ:
وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة كما أنّ عين السّخط تبدي المساويا
- قال كُشَاجِمٌ:
لم أرض عن نفسي مخافة سخطها ورضا الفتى عن نفسه إغضابها
ولو أنّني عنها رضيت لقصَّـــــرَتْ عــــــمّا تــــــزيد بمثــــــله آدابُها
وتـبــيّـــنـــت آثـــــــار ذاك فأكثرت عذلي عليه فطـــــال فيه عتــابها
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ