الغيبة وكفارتها
لقطه
الغِيبة :
هي ذكر المسلم في غيبته بما فيه مما يكره نشره وذِكره ،
و البهتان : ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه و النميمة : هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .
والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة ،
نذكر منها شيئا يسيرا فقط لوضوح تحريمها :
قال تعالى :
( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أتدرون ما الغيبة ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم ،
قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ،
قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،
وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه . رواه مسلم.
عن ابن عباس قال :
مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال :
أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير ،
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ،
وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ،
قال : فدعا بعسيبٍ رطْبٍ فشقه باثنين ثم غرس
على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال
لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا . متفق عليه .
فعلى كل من وقع منه الغيبة أو البهتان أو النميمة
أن يتوب ويستغفر فيما بينه
وبين الله ،
فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه فليذهب إليه
وليتحلل منه ،
فإن لم يعلم فلا يُبلغه بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه
كما تكلم فيه
في غيبته . وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة ،
فإنه يكتفي
بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليوم
قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،
إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته ،
وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ” .
رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته
، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه ،
وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء
هما روايتان عن أحمد :
أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك ، وقد قيل :
بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته ؛
كما قال الحسن البصري :
كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .