مفارقات بين مصر الامس واليوم

مفارقات بين مصر الأمس واليوم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مفارقات
بين مصر الأمس واليوم
أ.د. صلاح الدين سلطان
28 صفر 1432 هـ/ 01 فبراير 2011م

مصر الأمس فيها شخص واحد منهاجه: "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر: من الآية29)، ومصر اليوم فيها ثمانون مليونا يقولون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، مصر الأمس شعبها صابر، ومصر اليوم شعبها ثائر، مصر الأمس يقال إن شبابها ضائع، يسهر طوال الليل مع الأفلام والمعازف و"الفيس بوك" و"توتير" والأفلام الأجنبية والسينما، ولطخوا صورته في كل مكان، وشباب مصر اليوم أظهروا كذب هذا الادعاء وأنهم رجال أكبر من أعمارهم، وأعمق مما يتصورون عنهم، وأحكم إدارة وتواصلا مما يظن بهم، وأعظم رجولة من زعمائهم؛ حيث يقفون بصدورهم العارية يحملون الورود للجيش والشرطة ويبسطون أيديهم مصافحين مسالمين فرد عليهم بعض أذناب النظام من الشرطة لا الجيش بالرصاص الحي، مصر الأمس تصورها الكثير أنها ذئاب وشياه، كما يقول الشاعر:
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها ذئاب
ومصر اليومتبين أن من ظُن بهم أنهم شياه ليسوا إلا أسودا كانت في أقفاصها، ثم انطلقت لتكون أسودا في ربوعها، وحدائقها، وميادينها، وأن الذئاب التي نهشت لحوم المصريين، ونهبت فتات المساكين، وقهرت الدعاة الربانيين، وطردت العلماء والمبتكرين، وسحلت الصحفيين والمفكريين، وحجَّمت القضاة والإداريين، هؤلاء الذئاب الأذناب يتحولون اليوم إلى السراب ويختفون وراء الأقفاص، فتحدى الشباب الذئاب، وتجاوزوا قرارت حظر التجول، ورابطوا رغم جحافل الأمن المدججين بكل أنواع السلاح، الذي كان يجب أن يتوجه ليس إلى الشعب، وإنما إلى الصهاينة المحتلين لأرضنا وقدسنا، لكنهم كما قال الشاعر:
وكما علَّمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
أعلِّمه الرماية كل يوم فلما اشتدَّ ساعدُه رماني
لم يعبأ الشباب رغم الدماء التي سالت بالمئات، والجرحى بالآلاف، وتحركوا بشكل سلمي حضاري، غير أن الحكومة والنظام واجهوا الورود بالقيود، والابتسامات بالطلقات، والمصافحة بالمصافعة، والتجمعات بالاعتقالات، والهتافات بالرصاصات، لكنهم صبروا وصابروا ورابطوا وقاموا بأنفسهم لما تخلى الأمن عن واجبه، تحلوا بالمسؤولية، وتوشحوا بالكرامة.
مصر الأمس تطلق عليها النكات التي تثير الاشمئزاز أن هذا الشعب يجيد الخنوع والركوع، فيقال إن النظام أمر بمحطات للشرطة توقف جميع السيارات، وينزل كل راكب، ويتلقى صفعة من الشرطي ثم يمضي، فرفع الناس طلبا واحد أننا نريد زيادة أعداد الشرطة الذين يصفعون حتى لا يكون الطابور طويلا، ويكون الانتظار مديدا!!.
واليوم يثبت للجميع أن في مصر أعزاء كرام، من الشباب والفتيات، والرجال والنساء، والأطفال والشيوخ، والأغنياء والفقراء، والمهندسين والأطباء، والعمال والفلاحين، والصحفيين والفنانين، يقولون للظلم والطغيان "لا"، كما قال سيدنا عمر: "أحب للرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول بملئ فِيه: لا"، وأن المسألة في المفارقة بين الأمس واليوم كما قالت العرب: "اتق شر الحليم إذا غضب"، فأهل مصر عاشوا حلماء طويلا، ويعيشون اليوم غضبا شديدا.
وهذا هو الدرس أن يعتبر الجميع أن الأرض مهما كانت ذلولا فقد يكون تحتها بركان!، كما يقول الشاعر هاشم رفاعي:
إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا أقوى من الجبروت والسلطان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لقد اثبتوا ابناء مصر انهم رجال

رجال بكل ما في الكلمة من معنى

والذي فعلوة ليس استرداد لكرامة الشخص المصري فقط بل رفع كرامة الشعب العربي كلة

فكثيرا من الدول العربية اصبحت تحسب للشعب حساب نتيجة صمود المواطن المصري واصرارة على الحرية

فشكرا لأبناء مصر واهل مصر والذي فعلوة سيبقى نجمة تتلألأ في السماء عنوانا للكرامة العربية

!!!!