غفرانك ربى مشرفه المنتدى الاسلامى
الجنس : عدد المساهمات : 2905 نقاط : 6908 نقاط التميز : 54 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 العمل/الترفيه : اللهم اعنى على ذكره وشكره وحسن عبادته المزاج : الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات اوسمه العضوة :
| موضوع: هل الحق يتعدد ام انه واحد الثلاثاء أبريل 05, 2011 2:45 pm | |
| هل الحق يتعدد ام انه واحد! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هل الحق يتعدد ، أم أنه واحد؟ فلا شك أن الحق في المسائل الخلافية واحد، والحق لا يتعدد على الصحيح من قولي أهل العلم، قال الله تعالى " فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ" يونس: 32 و قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ". متفق عليه البخاري (7352) ومسلم ( 1716)، ففي هذا الحديث قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم- المجتهدين إلى مصيب ومخطئ، و بين أن العالم المجتهد المخطئ في اجتهاده له أجر على اجتهاده وأن خطأه مغفور له وزلته معفو عنها أما المصيب من العلماء في الحكم فله أجران ... أجر لاجتهاده ، وأجر لإصابته الحق في فتواه
سئل الإمام مالك رحمه الله هل الحق واحد؟ فقال "سبحان الله قولان ضدان جميعا يكونان حقا؟ ما الحق إلا واحد" و قال أبو اسحق الإسرائيني" قولهم الحق يتعدد قول أوله سفسطة و آخره زندقة" لماذا آخره زندقة؟ لأننا إذا اعتقدنا أن الحق يتعدد فإننا لا نستطيع أن ننكر على المخالف، و الفقهاء كانوا و مازالوا يرد بعضهم على بعض، ويخطئ بعضهم بعضًا، قال ابن عبد البر: (والصواب مما اختلف فيه وتدافع: وجه واحد، ولو كان الصواب في وجهين متدافعين ما خطأ السلف بعضهم بعضًا في اجتهادهم وقضائهم وفتواهم، والنظر يأبى أن يكون الشيء وضده صوابًا كله). جامع بيان العلم وفضله (2/88). و إذا قلنا أن الحق يتعدد فإن أمر الرد إلى الله و رسوله عند الاختلاف سيصبح لا قيمة له طالما أن كل واحد سيتبع إمامه، مادام الحق يتعدد فهذا حق و هذا حق، و بهذا نكون ممن ينطبق عليهم قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ" الأنعام : 159و قال الله عز و جل " وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ0 مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " الروم: 31 ـ 32 و لو تدبرت كلام أهل العلم لعلمت أن هناك ثلاث جهات، كل جهة منفصلة عن الثانية، الحق و مدرك الحق و وسيلة إدراك الحق، أما الحق فهو واحد لا يتعدد، وهناك فرق بين الحق كحق، و بين مدرك الحق الذي قد يخطئ و مع ذلك يؤجر أجرا واحدا لإفراغه الجهد في طلب الحق، و هناك وسيلة إدراك الحق.
و من يمثل لمسألة أن الحق يتعدد يستشهد بحادثة " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" فما الشاهد في هذه القصة؟ أن جماعة أخذوا بمنطوق النص و قالوا سنصلي العصر في بني قريظة و لو بعد العشاء، و جماعة قالوا أن النبي عليه الصلاة و السلام كان يريد أن يستحثنا حتى نصلي العصر في وقت العصر في بني قريظة، فلما رجعوا للنبي عليه الصلاة و السلام لم يعب على أحد منهم. والمثال المذكور في اختلاف التنوّع وفي الاجتهاد في فهم النص. فإن كلا الفريقين صَلى ، وإنما الاختلاف في فهم النص ، هل هو على الحث والسرعة ، أو على تأخير الصلاة .ولما كان مَرَدّ ذلك إلى الاجتهاد في فهم النص لم يُعنِّف النبي صلى الله عليه وسلم أيّـا من الفريقين . إذاً هؤلاء الذين اختلفوا هم مدركو الحق، بسبب عنده و ليس لهم علاقة بالحق ، فالحق أمر واحد فقط، " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" ليس له إلا معنى واحد، لكن أنا أفرغت جهدي في فهم كلام النبي فأداني الفهم بعد أهليتي للفهم أن آخذ بالمنطوق، و غيري أخذ بالمفهوم، و من أخذ بالمفهوم معه نصوص " إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" النساء: 103 فلا يجوز لي أن أؤخر الصلاة عن وقتها، و الثاني قال أنا معي منطوق الحديث، فقال لن أصلي العصر إلا قي بني قريظة و لو كان في غير وقته. و من أسس قاعدة أن الحق يتعدد بنى عليها قاعدتين 1 ـ لا إنكار في مسائل الخلاف و هذا كذب على الصحابة و على التابعين و على الأئمة المتبوعين، 2 ـ اتخاذ زلة العلماء دينا و تتبع رخصهم و أن ينتقي المرء من كلامهم ما يوافق هواه، من درس للشيخ أبي اسحق الحويني حفظه الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|