·-> ام خلود <-· المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 2277 نقاط : 4551 نقاط التميز : 18 تاريخ التسجيل : 14/07/2009 العمل/الترفيه : اختكم فى الله المزاج : الحمد لله على كل حال اوسمه العضوة : احبكم اخواتى فى الله
| موضوع: شراقات من حياة الحبيب صل الله عليه وسلم الإثنين يناير 03, 2011 11:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى ،، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ،،،محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن لآثارهم اقتفى ... اصطفى الله تعالى نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين سيِّدُ ولَد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة محمّدُ بن عبد الله بن عبد المطلب، هوَ خير أهلِ الأرض نسبًا على الإطلاق ، نشَأ يتيمَ الأبوين فاقدًا تربيتَهما وحنانهما، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى متقلِّبًا بين أحضانٍ متوالِية برعايةٍ من الله وكَلاءة، حفِظه ربّه في صغره، وصانَه في شبابه، فما استَلَم صنمًا ولا مسَّ وثنًا. بعثَه الله والأرضُ مملوءةٌ بعبادةِ الأوثان وأخبارِ الكهّان وسفكِ الدماء وقطيعةِ الأرحام، فدعا إلى عبادة الله وحدَه صابرًا على ما يلقَاه من تكذيبٍ وإعراض وجفاء. رفَع الله ذكرَه، وأعلى شأنه، معجزاتُه باهرة، ودلائلُه ظاهرة، منصورٌ بالرعب، مغفورُ الذنب، أوّل من ينشقّ عنه القبر، وأوّلُ الناس يشفَع يوم القيامة، وأكثرُ الأنبياءِ تبَعًا، وأوّل من يقرَع بابَ الجنة، وأوّل من يعبر الصراطَ، كان عبدًا لله شكورًا، يقوم من الليلِ حتى تتفطّر قدماه، قرّةُ عينِهِ في الصلاة، يقوم لله مخلِصًا خاشعًا، يقول عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه: أتيتُ رسولَ الله وهو يصلّي ولجوفِه أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ من البكاء . وقال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: ((والله، إني لأتقاكُم لله)) أشدُّ الناسِ تَواضعًا وأحسنُهم بشرًا، يجالِس الفقراءَ، ويُؤاكل المساكينَ، يخصِف نعلَه، ويخدم أهلَه ونفسَه، وشرَب من القِربة البالية، وحمل مع صحابتِه اللَّبِن في بناءِ المسجد، لا يعيبُ على الخدَم ولا يوبِّخُهم، قال أنس رضي الله عنه: خدمتُ رسولَ الله تسعَ سنين فمَا عابَ عليَّ شيئًا قط. يوقِّر الكبارَ ويتواضَع للصغار، إن مرَّ على صبيانٍ سلَّم عليهم، يقول أنس رضي الله عنه: ما رأيتُ أحدًا كان أرحمَ بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم. عظيمُ التواضع، بعيدًا عن الفخرِ والخيلاء والكبرِ والاستعلاء، يقول: ((إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)) رواه البخاري. كريمُ النفس، سخيّ اليد، غزير الجود، ما سئِل شيئًا من متاعِ الدنيا مما يملِك فردّ طالبَه، يقول أنس رضي الله عنه: ما سئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه. أعرض عن هذه الدار وعمِل لدار القرار، كانَ يقول: ((ما لي وللدنيا؟! ما أنا والدّنيا إلاّ كراكب استظلّ تحتَ شجرةٍ ثم راح وتركها)) رواه الترمذي. كان يمرّ به هلالٌ وهلال وما يوقَد في بيوتِه نار، ويبيتُ اللياليَ المتتابعة طاويًا وأهلُه لا يجِدون عشاءً وكان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون الجوعَ فيه من تغيُّر صوته صلى الله عليه وسلم ، يقول أبو طلحة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرِف فيه الجوع. لقي من الحياة مشاقَّها، ومن الشدائدِ أحلَكها، نشأ يَتيمًا فاقدًا حنانَ الأمومة، وتوفِّيَ والده ولم تأنَس عينه برؤيته، وآذاه قومُه بالقولِ والفعل، قال أنس رضي الله عنه: ضربوا رسول الله صلى الله عليه مرّةً حتى غُشِي عليه. اتَّهموه بالجنون، ورمَوه بالسِّحر، ووصفوه بالكذب، وقال الكافرون: هذا ساحِر كذّاب. وفي الغارِ كربٌ وهمّ، خوف وحزن، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا. وفي أحُد كُسِرت رَباعيّته وشُجّ في وجهه وسالَ دمُه، لاقى من الجوعِ حرارَتَه، ومن العدوّ بأسَه، وضَعوا السّمَّ في طعامه وسَحَروه في أهله. توالَت عليه المصائبُ، وتوالَت عليه المحَن، وربُّه يقول له: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ يبثُّ أشجانَه وأحزانَه إلى زوجته، يقول: ((يا عائشة، لقد لقيتُ من قومِك ما لقيتُ)) رواه البخاري. مات ستّةٌ من أولاده في حياتِه، فلم تثنِه تلك الكروبُ عن الدّعوة إلى الله، صبَر على كمَد الحياة ولأوائِها، يقول عن نفسه صلى الله عليه وسلم: ((لقد أوذِيتُ في الله وما يؤذَى أحَد، وأخِفتُ في الله وما يخاف أحَد)) رواه أحمد. رقيقُ القلب مليءٌ بالرحمة، إذا سمِعَ بكاءَ الصبيّ في الصّلاة تجوّز في صلاته؛ مما يعلَم من شدّةِ وَجدِ أمّه مِن بكائه يزور البقيعَ فيتذكّر الآخرةَ ويبكي، كان يزور ابنَه إبراهيمَ عند مرضِعَته وهو رضيع، فيأتيه إبراهيمُ عليه أثَر الغُبار، فيلتزمه النبي صلى الله عليه وسلم ويقبّله ويشمّه من عَطفِ الأبوّة عليه. رواه البخاري. ولمّا مات دمَعَت عيناه وقال: ((إنَّ العينَ لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربَّنا، وإنا على فراقك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون)) متفق عليه كامِلُ العقلِ سامِي الأخلاق، لم يضرِب أحدًا بيده، تقول عائشة رضي الله عنها: ما ضَرَب رسول الله شيئًا قطّ بيده ولا امرأةً ولا خادمًا. رواه مسلم كاملُ الوفاءِ مع أهل بيته وصحابتِه رضي الله عنهم، كان يذبَح الشاة ثم يقطِّعها أعضاءً، ثم يبعَثها إلى صواحِبِ خديجة بعد وفاتها وفاءً لها .وصلّى على قتلَى أحُدٍ بعد ثماني سنين من الغزوةِ كالموَدِّع لهم ، يُكرِم صحابتَه ولا يؤثِر لنفسه شيئًا دونهم، يقول عثمان رضي الله عنه: كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم يواسينَا بالقليلِ والكثير، وسِعَ الناسَ بخُلُقه، حليمٌ لا يجزى بالسيئة، ولكن يعفو ويصفَح، لا يغضَب لنفسه ولا ينتصِر لها .. عفا عمّن سحره، ولم يثرِّب على من وضَع السمَّ في طعامه، وصفح عمّن قاتله، وقال لهم في فتح مكة: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)). تقول عائشة رضي الله عنها: ما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقِمَ مِن صاحبه.. ليّنُ الجانِب دائم البِشر، يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: ما رآني رسول الله إلا تبسَّم. رواه البخاري. عَفّ اللسان، لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا، بل كان أشدَّ حياءً من العَذراء في خِدرها أحبّه الصحابة حبًّا جمًّا، إن قال استمَعَوا لقوله، وإن أمَر تبادروا إلى أمرِه، يقول أنس رضي الله عنه: لم يكن شخصٌ أحبَّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جمع من الأخلاق أطيَبَها ومن الآدابِ أزكاها، أبهى الناس وأنضرُهم منظرًا، يتلألأ وجهُه تلألُؤَ القمَر ليلةَ البدر، يقول البراء رضي الله عنه: لم أر شيئًا قطّ أحسن منه. رواه البخاري طيِّبُ الجسَد زكيّ الرائحة، يقول أنس رضي الله عنه: ما شممتُ عنبرًا قطّ ولا مسكًا ولا شيئًا أطيب من ريحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم فصيحٌ بليغ باهِرُ البيان، كلامُه يأخذ بمجامعِ القلوب، أوقاتُه كلّها معمورة بطاعةِ الله ومرضاتِه، قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ من بعثتِه إلى مماته يدعو إلى عبادةِ ربّه، وينهى أمته عن الوقوع في الشرك، لا خيرَ إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شرَّ إلا حذّرها منه، فالزَموا طريقَه واستمسِكوا بهديه وسنّته، واحذروا مخالفته تفوزوا في الدنيا والآخرة. ألا أيها الراجي المثوبة والأجرا وتكفير ذنب سالف أنقض الظهرا عليك بإكثار الصلاة مواظباً على أحمد الهادي شفيع الورى طرا وأفضل خلق الله من نسل آدم وأزكاهم فرعاً وأشرفهم فخرا فقد صح أن الله جل جلاله يصلي على من قالها مرةً عشرا اخترتها لكم من خطبة للشيخ عبد المحسن القاسم منقول | |
|