قرأت في كتاب لإبن قيم الجوزية عن مؤلفه "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" في وصف الجنة أنه قال
في مفتاح الجنة:
عن معاذ بن جبل قال: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" رواه
الإمام أحمد في مسنده ولفظه "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله".
وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحاً يفتح به، فجعل:
مفتاح الصلاة الطهور كما قال صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الصلاة الطهور".
ومفتاح الحج الإحرام
ومفتاح البرّ الصدق
ومفتاح الجنة التوحيد
و مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإصغاء
ومفتاح النصر والظفر الصبر
ومفتاح المزيد الشكر
ومفتاح الولاية المحبة والذكر
ومفتاح الفلاح التقوى
ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة،
ومفتاح الإجابة الدعاء
ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا
ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده غلى التفكر فيه
ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك
ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب
ومفتاح حصول الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده
ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى
ومفتاح العِز طاعة الله ورسوله
ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل
ومفتاح كل شر حبُ الدنيا وطول الأمل
وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم وهو معرفة مفاتيح الخير والشر، لا يُوفق لمعرفته ومراعاته إلا
من عظم حظه وتوفيقه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يُدخل منه إليه، كما
جعل الشرك والكبر والإعراض عما بعث الله به رسوله، والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار،
وكما جعل الخمر مفتاح كُل إثم، وجعل الغنى مفتاح الزنى، وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب
والعشق، وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان، وجعل المعاصي مفتاح الكفر، وجعل الكذب
مفتاح النفاق، وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله، وجعل
الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة.
فينبغي للعبد أن يعتني كُل الاعتناء بمعرفة المفاتيح، وما جعلت المفاتيح له.