بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
قال الله مالك الملك ، الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له:
(فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين , وأنزل معهم الكتاب بالحق , ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)
ولا بد أن نقف عند قوله تعالى "بالحق" ، فهو القول الفصل بأن الحق هو ما جاء به كتاب الله، وأن هذا الحق قد أنزل ليكون هو الحكم العدل , والقول الفصل لا حق غيره. ولا حكم معه . ولا قول بعده.
وبغير هذا الحق الواحد الذي لا يتعدد ; وبغير تحكيمه في كل ما يختلف فيه الناس ; وبغير الانتهاء إلى حكمه بلا مماحكة ولا اعتراض . . بغير هذا كله لا يستقيم أمر هذه الحياة ; ولا ينتهي الناس من الخلاف والفرقة
وهو تصور واحد في قاعدته:
إله واحد , و رب واحد , و معبود واحد , و مُشرّع واحد للعباد ، إنه الله وحده لا شريك له...إنه الله وحده لا شريك له...إنه الله وحده لا شريك له...إنه الله وحده لا شريك له سبحــــــــــــــــــانه
إنه الله وحده لا شريك له
الله وحده هو :الإله والرب و المعبود بحق، والمُشرّع لعبيده سبحانه، وحده بلا شريك ، قال تعالى [ من يطع الرسول فقد أطاع الله]
لأنه عليه الصلاة والسلام : [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى].
فأين نحن يا عباد الله !!!!!
وهذا الذي يقرره القرآن في أمر الكتاب هو النظرية الإسلامية الصحيحة في خط سير الأديان والعقائد . . كل نبي جاء بهذا الدين الواحد في أصله , يقوم على القاعدة الأصيلة: قاعدة "التوحيد الخالص" . . ثم يقع الانحراف عقب كل رسالة , وتتراكم الخرافات والأساطير , حتى يبعد الناس نهائيا عن ذلك الأصل الكبير . وهنا تجيء رسالة جديدة تجدد العقيدة الأصيلة , وتنفي ما علق بها من الانحرافات
إن الإسلام يضع (الكتاب) الذي أنزله الله "بالحق" ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . . يضع هذا الكتاب قاعدة للحياة البشرية . ثم تمضي الحياة . فإما اتفقت مع هذه القاعدة , وظلت قائمة عليها , فهذا هو الحق . وإما خرجت عنها وقامت على قواعد أخرى , فهذا هو الباطل . . هذا هو الباطل ولو ارتضاه الناس جميعا . في فترة من فترات التاريخ . فالناس ليسوا هم الحكم في الحق والباطل . وليس الذي يقرره الناس هو الحق , وليس الذي يقرره الناس هو الدين . إن نظرة الإسلام تقوم ابتداء على أساس أن فعل الناس لشيء , وقولهم لشيء , وإقامة حياتهم على شيء . . لا تحيل هذا الشيء حقا إذا كان مخالفا للكتاب ; ولا تجعله أصلا من أصول الدين ; ولا تجعله التفسير الواقعي لهذا الدين ; ولا تبرره لأن أجيالا متعاقبة قامت عليه . .
وهذه الحقيقة ذات أهمية كبرى في عزل أصول الدين عما يدخله عليها الناس ! وفي التاريخ الإسلامي مثلا وقع انحراف , وظل ينمو وينمو . . فلا يقال: إن هذا الانحراف متى وقع وقامت عليه حياة الناس فهو إذن الصورة الواقعية للإسلام ! كلا ! إن الإسلام يظل بريئا من هذا الواقع التاريخي . ويظل هذا الذي وقع خطأ وانحرافا لا يصلح حجة ولا سابقة ; ومن واجب من يريد استئناف حياة إسلامية أن يلغيه ويبطله , وأن يعود إلى الكتاب الذي أنزله الله بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . .
ولقد جاء الكتاب . . ومع ذلك كان الهوى يغلب الناس من هناك ومن هناك ; وكانت المطامع والرغائب والمخاوف والضلالات تبعد الناس عن قبول حكم الكتاب , والرجوع إلى الحق الذي يردهم إليه.
(منقـــــــــــــــــول بحمد الله تعالى)